اعتماد إظهار التحرش بالفتيات أمر مرفوض عمر وسلمى فيلم رومانسي يعكس واقع قصص الحب
كتبت ذكريات عبدالله: منذ اللحظة الاولى في الفيلم ستشعر باندماج غريب وقد تكررت هذه الحالة معي اربع مرات وهي عدد المرات التي دخلت فيها فيلم «عمر وسلمى» لم نعتد هذا الشعور من قبل فلطالما شعرنا بالملل في بعض مشاهد الافلام الا ان هذا الفيلم يجذب انتباه المشاهد منذ بدايته، بالتأكيد لا ادعي بان الفيلم بكل احداثه مكتمل وراضية عنه كل الرضا ولكنه ككل حالة رومانسية عاطفية قد نكون نفتقدها في هذه الايام وعلى الرغم من شدة الرومانسية به والخيالية بالحب الا اني اشهد لمؤلفه تامر حسني وكاتب السيناريو احمد عبدالفتاح بانهم لامسوا واقعنا بشكل صريح وواضح جعلني اشعر معه بان ما يحدث في الفيلم يعكس ما يحدث يوميا ويتكرر في قصص حب هذا الجيل. الفيلم واقعي عرض احداث مقنعة رغم بعض السلبيات التي سنناقشها لاحقا، فيلم «عمر وسلمى» عرض بالقاهرة بموسم اختبارات الثانوية وهذا الموسم لا يغامر به اي منتج بطرح فيلمه. الا ان السبكي راهن على نجومية تامر حسني ومي عز الدين وطرح الفيلم بهذا الموسم وبالفعل حقق «عمر وسلمى» ايرادات غير مسبوقة وهناك آراء اكدت بان هناك عوامل ادت الى انجاح واقبال الجمهور على الفيلم بغض النظر عن نجومية بطليه من هذه العوامل اشتياق الجمهور للمطرب تامر حسني من بعد قضية حبسه بقضية التزوير ايضا لنجاح مي عز الدين في أفلامها الاخيرة دور في ترقب الجمهور لظهورها الجديد وما التقدم الذي ستحرزه من خلاله، الفيلم قصته بسيطة جدا تقدم من خلال كوميديا خفيفة ممتعة جعلت لقصة الحب الرومانسية طعما آخر.
القصة
تدور قصة فيلم «عمرو سلمى» حول شاب طائش مستهتر وعديم المسؤولية يعتمد على أموال والده ليعيش برفاهية «عمر» تامر حسني، يبحث عن الحب ويعيشه الا انه لا يستطيع الاخلاص فيستمر بالخيانة رغم وجود الحبيبة التي يعشقها بحياته. حبيبته الاولى فرح «ميس حمدان» تتخلى عنه في سبيل الوصول للشهرة والنجومية حيث يتبنى موهبتها الغنائية منتج يحاول استغلالها استغلالا اخلاقيا بشعا تحاول من بعده فرح العودة الى عمر في حين انه التقى بزميلته الجامعية سلمى «مي عز الدين» الذي يبدأ معها قصة حبه الحقيقية. لا تخرج قصة الفيلم عن تفاصيل قصة حب اي شاب بفتاة يعوض كل منهما الآخر بما افتقده من علاقته السابقة عمر كما ذكرنا سابقا ينتمي الى الطبقة المخملية بينما تمر سلمى بظروف اقتصادية صعبة بسبب تركها لامها «السيئة السمعة» والتي هاجرت الى دولة اوروبية والعودة الى القاهرة والاستقرار عند جدتها أشهد للفنانة مي عز الدين بأدائها الأكثر من رائع فقد قدمت «سلمى» للمشاهد بكل حرفية ومهارة شعرنا من خلاله مدى احترامها للفن وقدرتها العالية على تجسيد دور الفتاة العصامية التي تبحث عن لقمة العيش والفتاة الرومانسية التي تقدم حبها بمنتهى الروعة والشفافية كما انها برعت وتفننت بتقديم الجانب الشرس بشخصية اي فتاة تحاول السيطرة على خيانات حبيبها، بالفعل مي عز الدين استعرضت عضلات قدرتها على توصيل ادق تفاصيل مشاعرها من خلال ملامح وجهها البريء الى المشاهد فقد شعرنا بكل كلمة تفوهت بها من خلال وجهها في المشهد الذي جمعها مع عمر «تامر حسني» في جبل المقطم والذي عرفنا من خلاله سبب جرحها من خطيبها السابق والقوة في أداء مي عز الدين في هذا المشهد ادى الى وضوح ضعف اداء تامر حسني الا اننا لا ننكر بان تامر ظهر بشكل مختلف تماما عن تجاربه السينمائية السابقة فكان أداؤه تلقائيا الى درجة كبيرة بالاضافة الى انه اتقن مشاهده الدرامية. والمفاجأة بالفيلم هي اكتشافنا لجانب لم نكن نعرفه في تامر وهو «كوميديته» الخفيفة على قلوب الجماهير فقدم تعليقات وافيهات لاقت استحسان معظم من حضر قاعة السينما، اما والد عمر وهو الفنان الرائع التلقائي عزت أبو عوف فلا تعليق فهو فنان رائع وطبيعي بأدائه. اما عن دوره كأب فلنا وقفة في سلبيات هذا الفيلم لاحقا. ميس حمدان والتي قدمت دور فرح حبيبة عمر الاولى كان أداؤها مخيبا للآمال فبدت مرتبكة مصطنعة غير متمكنة من دورها اعتقدت من بعدها افضلية ان تستمر بالتقليد وتقديم البرامج فالسينما كشفت ماأخفاه التلفزيون.
سلبيات
اعتماد اظهار التحرش السافر بالفتيات بهذا الفيلم لم يعجبني اطلاقا فقد كان محور سلوك عمر في الجامعة والشارع حتى في شركة والده هو التحرش بالفتيات (واللي زاد الطين بله) والده المحترم المستمر (بخز) البنات بنظرات جريئة وفاضحة التي طالت حتى حبيبة ابنه سلمى لم يتكلم ولم يثن ابنه عن تلك التصرفات بل اصبح يقلده والغريب في الأمر ان تصرفات عمر كانت امام سلمى التي تتشاجر معه احيانا باستحياء واحيانا اخرى تبتسم لتحرشاته بسكرتيرة والده، وما زادني غيظا في هذا الفيلم هو عرض الخيانة بطابع كوميدي فعندما اخطأ عمر بالاتصال بسلمى واستعجالها بالمجئ (واهو كان ناطر وحده ثانية طبعا) جاءت سلمى تحلف وتتوعد الى ان ضربته وبعد دقائق (تشرف اللي كان ناطرها) ولم نر من سلمى ردة فعل تساوي الموقف وهذا ما لا يتناسب مع فتاة كانت تردد دائما (الخيانة بتوجعني) لحبيبها.
إيجاب
هناك مشهد يحسب للفيلم وهو الذي يجمع ابو عوف وتامر عندما اعتقد بان ابنه يخون سلمى فحاول تأنيبه الا ان عمر واجه والده بانه السبب وراء استهتاره فلم يدعه يوما للصلاة او زيارة اقربائه كان مشهدا دراميا مؤثرا الى انني تمنيت أن تلحقه مشاهد تبين مدى اتعاظ الولد والوالد جراء تلك المواجهة.
الختام
احداث كثيرة تقع بين عمر وسلمى تكاد تفرقهما إلا ان الحب أقوى فيرتبط الحبيبان يصحبهما صوت تامر حسني:
الله يباركلي فيك يا أغلى من عينيا الله يليخين ليك واجيبلك الدنيا ديا الله الله الله الله يحميك حبيبي يا عمر انا ويخليك ليا
بمشهد زفاف رائع يتميز بتفاصيل تجعلك تعتقد بالخطأ ومن كثر الاندماج بأنك أمام زفاف حقيقي لتامر حسني ومي عز الدين.
لقطات
ـ اغنيات تامر حسني والتي شغلت مساحات كبيرة من الفيلم وظفت بشكل صحيح فقد عبرت عن مواقف كثيرة واختصرت حوارات ومشاهد عديدة. ـ لا أعلم ما الداعي من ظهور هالة صدقي بمشهد لم يزد او ينقص من الفيلم شيء. ـ ايضا لا اعلم لماذا يصر ان يظهر لنا السبكي بمشهد في كل اعماله. ـ حقق المخرج اكرم فريد رؤية شبه كاملة لفيلم رومانسي ذي طابع كوميدي.
أبونيجار عضو ذهبى
عدد الرسائل : 22 تاريخ التسجيل : 26/03/2008
موضوع: رد: عمر وسلمى الثلاثاء 03 يونيو 2008, 12:03 pm
موضوع: عمر وسلمى 
الجمعة 02 مايو 2008, 12:24 am
